التحول الطاقي في الفلاحة
يلعب قطاع الفلاحة دورًا رئيسيًا في التحول في مجال الطاقة. فالطاقة تشكل نفقات كبيرة للفلاحين، كما أن 20% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تأتي من هذا القطاع.
يعد صندوق الطاقة المتجددة أحد الأطراف الرئيسية المشاركة في التحول الطاقي منذ عام 2008، ويدعم القطاع الفلاحي التونسي في إدارة طاقته، من خلال تمويل خفض استهلاكه للطاقة وتحسين الأداء الطاقي لمواقع الإنتاج والمعدات.
الطاقة: تحدي للفلاحة
إن التحول الطاقي سيكون له تأثيرات قوية على الفلاحة التونسية، وهو ما يهم كافة قطاعات الإنتاج. وهو يعني الحد من اعتماد الفلاح على الوقود الأحفوري، وفي بعض الحالات القضاء عليه، والمساهمة في نشر الطاقات المتجددة بنجاح في تونس.
ورغم أن هذا التحول في مجال الطاقة أمر لا مفر منه بالنسبة للقطاع الفلاحي، فإن التحديات التي تواجه الزراعة متعددة. وتتمثل الأهداف في (أ) تطوير أو إعادة اختراع أنظمة الإنتاج التي تعتمد بشكل أقل على الموارد الأحفورية (الوقود والأسمدة الاصطناعية، وما إلى ذلك)، (ب) دمج إنتاج الطاقة المتجددة في المزارع والمناطق الريفية من خلال إيجاد التوازن الصحيح مع الوظائف الزراعية، و(ج) تقييم الخدمات المقدمة وتأثيرات مرافق الطاقة المتجددة على النظم الإيكولوجية.
ومن المرجح أن يساهم التحول الطاقي الضروري في البلاد في التحول العميق للأنظمة الزراعية، كما حدث بالفعل مع وصول الطاقة الأحفورية على نطاق واسع في النصف الثاني من القرن العشرين. ويلعب علماء الزراعة دوراً أساسياً في دمج هذه التطورات الحتمية في النهج العالمي والنظامي.
الفلاحة كعامل مساعد للتحول في مجال الطاقة
إن القطاع الزراعي لا يشكل فرصة اقتصادية للمزارعين فحسب، بل إنه يجسد استجابة ملموسة للتحديات البيئية والطاقة. وبفضل موارده، يضع نفسه كلاعب رئيسي في التحول في مجال الطاقة. ومن خلال دمج كفاءة الطاقة وإنتاج الطاقة المتجددة في أنشطتهم، يصبح المزارعون جزءًا من نموذج قابل للتطبيق ومستدام، يجمع بين التنمية الاقتصادية والتكيف مع القضايا البيئية والمجتمعية.